نشأ في بيت يمجد العلم والتعلم والعمل الخيري مع الانتماء الحقيقي للوطن
عُرفت عائلة والده بانتمائها الوطني والعمل الريادي في ميادين التجارة والصناعة وشتى مجالات الاقتصاد والعمل العام .
وتمتلك عائلة والدته باعاً طويلاً وسجلاً مشرفاً في ميدان التربية والتعليم عبر عدة مدارس حملت رسالة بناء الإنسان فكرياً ومعرفياً وأخلاقياً.
هذه البيئة وهذا الإرث انعكس بشكل مباشر على صوغ شخصيته العلمية والرصينة والودودة والمحبة للجميع ، مع حماسه الكبير لتقديم الخير لكل من هم حوله ، وسعيه لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع ، موجهاً جهده بشكل أساسي نحو بناء الإنسان كلبنة أساسية في بناء الوطن.
خاض غمار العمل في عمرٍ مبكر من حياته كما درجت العادة عند الأسر الدمشقية، فتعلم تحمل المسؤولية وطرق التعامل مع كل الأنماط البشرية، واكتسب خبرات حياتية مهمة ساعدته في فهم ذاته أولاً، وفهم الحياة ثانياً، مما دفعه للعمل على خطة وضعها لنفسه مبكراً، والتي رسم من خلالها محطات بناء شخصيته، ليتبوأ مكانه في الحياة ، ويكون قادراً على إحداث التغيير بشكل إيجابي في المجتمع المحلي أولاً والعالمي ثانياً.
بدأت رحلته مع بناء المعارف من خلال علم "الغرافولجي" وهو تحليل الشخصية عن طريق الخط ،وتعمق بعلوم تحليل الشخصية حتى وصوله إلى المرحلة الثانوية العامة .
ولأن الابداع والاصرار على تحقيق الأهداف ينبع من المعاناة لم تكسره الظروف الصعبة التي جاءت بها سنوات الحرب ، فمع اندلاع الأحداث في سورية غادر مع عائلته مثل الكثير من العائلات السورية الى لبنان لتبدا هناك رحلته مع الدراسة الأكاديمية التي اختارها عن دراية ومعرفة وهي إدارة الأعمال ، فكان طالباً نهماً بطلب العلم والمعارف ، ويعكس ما تعلمه عير إقامته للعديد من الدورات في فنون الإدارة وتطبيقاتها العملية على حياة الناس ، مازجاً بين مهاراته في التواصل الانساني الفعال ، وبين المعارف والعلوم الأكاديمية التي يتعلمها ، فأقام عشرات الدورات هناك والتي كانت تغص بالحضور من مختلف الأعمار والسويات التعليمية المختلفة، ولا سيما أصحاب الشهادات العلمية العليا.
ومن المراكز التدريبية التي تعاون معها في تلك المرحلة في لبنان كل من :
أكاديمية التدريب الاحترافي
الاكاديمية العربية العالمية للتدريب والتطوير
مركز بك ليفر سنتر
مؤسسة بيان التعلمية
و من عناوين الدورات التي قدمها في تلك المراكز :
-أنماط الشخصية
-أنماط الشخصية ومهارات العمل
-اكتشف ذاتك وافهم الاخرين
- معادلات النجاح في الحياة
- قوة الارادة و كيفية جذب الفرص الناجحة
- التخطيط الاستراتيجي الشخصي
- أنماط الصحابة
- كيفية اختيار التخصص الجامعي
ثم انتقل إلى اسطنبول عام .. و هناك كانت النقلة النوعية لحياته ..
وخلال عامٍ كامل أخذ يدرس ويطور معارفه ومعلوماته الى جانب عمله في إدارة مطعم الوالي ، فأخذ يحول علمه الأكاديمي إلى عمل واقعي على أرض الواقع ، ويحصد ثمار تعبه واجتهاده ويكتسب الخبرة المهنية الى جانب المعارف الأكاديمية.
في تلك المرحلة أتم دراسته الجامعية وتخرج باختصاص إدارة الأعمال عام ، واستمر في إقامة الدورات في مختلف المجالات التي تدمج علم الإدارة بعلم النفس الإنساني ، محققاً نجاحات مهمة في هذا المجال.
عاد الى دمشق عام ، ليخوض تحدياً جديداً من نوع خاص ، تحد هو مع الذات ، فبدأ مشواره مع التخلص من الوزن الزائد لتكون حياته صحية في العقل والجسد ، وهنا يصف هذا التحول ب"الأجمل في حياته".
عمل في تلك المرحلة كموظف إداري في سلسلة مطاعم الطيب المملوكة لأحد أفراد عائلته وتدرج في التسلسل الوظيفي فيها ، محققاً نجاحات كبيرة في كل عملٍ اوكل إليه.
قدم في تلك الفترة مجموعة من الدورات بالتعاون مع جمعية الندى و الأمم المتحدة ، حيث تعود علاقته مع هذه الجمعية الى سن الطفولة ، وعمله معها كمتطوع في أكثر من مرحلة خلال حياته.
ومع تعدد المجالات التي يعمل بها انتقل من العمل الإداري الكامل الى تقديم الاستشارات الإدارية، ليتفرغ بشكل أكبر لرسالته الفكرية والإنسانية في التدريب الخاص والعام .
ومن الجهات التي عمل معها كمستشار إداري :
- مطاعم الطيب
- مجموعة البيان الدولية
- معمل البيان
- مطعم فيرونا
- مطعم نينو
- مركز HDCC الطبي
- مركز عالم السيارات للصيانة
بعد كل هذه التجارب و الخبرات جاء قراره في وضع مجموعة برامج تدريبية أطلق عليها وصف (أهم برامج الحياة ) و منها :
- برنامج ريادة المستقبل
- الدبلوم المصغر الكامل في إدارة الاعمال
استطاعت هذه البرامج أن تكون سبباً في تغيير حياة عددٍ كبيرٍ من الاشخاص بشكل جذري ، وهنا توجد عشرات القصص التي تستحق كل منها أن تدرس لما فيها من خير كبير، وفائدة واسعة ، وخطوات ملهمة لأفق أفصل في الحياة.
إذا اردنا أن نوجز اليوم مشوار المدرب الدكتور عبادة دعدوش بسطور قليلة فيمكننا القول :
درب و حفز عشرات الآلاف -
- اكتشف مئات المواهب الشابة وأخذ بأيديهم نحو طريق الابداع
-طور مئات المواهب واكسبهم مهارات جديدة ، وساهم في إدخالهم إلى سوق العمل
-كرس حياته بعد جائحة كورونا لرسالته في تقديم برنامج ريادة الشباب نحو المستقبل ، من خلال تدريبهم وتأهليهم وزيادة الوعي لديهم، وغرس مفاهيم وقيم الريادة المجتمعية وريادة الأعمال لديهم.
ومازال الدكتور عبادة دعدوش مستمرا ً في مشواره مواظباً في اجتهاده وإصراره على تحقيق أهدافه في المساهمة الفاعلة ببناء جيل شاب سلاحه العلم والمعرفة ، ويسعى نحو الابداع في شتى مجالات الحياة ، لأنه يؤمن بأن الشباب هم مستقبل الوطن والمجتمع ، وعندما نبني هؤلاء الشباب ونحصنهم نفسياً وفكرياً ومعرفياً نكون قد حصنا مجتمعنا وبنينا وطننا وضمنا المستقبل المزدهر الذي نسعى إليه كسوريين ، وتجاوزنا آثار الحرب وسنواتها العجاف.
شهد للدكتور عبادة دعدوش عددٌ كبيرٌ جداً ممن حضروا دوراتِهِ ، و عاشوا معه ورشات التدريب مراحلَ َمفصليةً من حياتهم كان لها بالغُ الأثرِ في تبديدِ الغمامِ الذي غالباً ما يهيمن على آفاق الشباب و علاقاتهم مع المحيط ، و يحول دون قدرتهم على اكتشاف ذواتهم ، و اختيار قدواتهم ، و استخراج طاقاتِهِم و مواهبَهم و استثمارها بالشكل الذي يبني مستقبلهم و يحل معضلاتهم المعوّقة .. الداخلية النفسية منها و تلك التي تتعلق بتفاعلهم مع الآخرين و آلياته و أدواته .. فقد كان معهم دوماً و بحق مثالَ الأخ الخلوق الصبور المؤمن بربه المتمكّن من مواده و أدواته ، واسع الأفق الواثق المتفائل الذي لا يعرف قاموسه لفظة المستحيل ، و لا قلبه مشاعر اليأس من الإصلاح و التغيير و من ثَمّ النهوض الفاعل الذي به تنهض الأمم و تحصل التنمية و تقوم الحضارات..